Document Type : Original Article
Author
Associate Professor, Department of Quranic Sciences and Hadith, Faculty of Theology, Law and Political Science, Science and Research Branch, Islamic Azad University, Tehran. Iran.
Abstract
Keywords
Article Title [العربیة]
Author [العربیة]
القرآن الكريم، هذا الكتاب المقدس والوحي الإلهي الذي نزل لهداية البشرية جمعاء، هو كتاب المحبة والرحمة. و خير دليل على هذا الإدعاء آیة البسملة التي بدأ الله بها وحيه و كلامه عند نزول القرآن و وصف نفسه فيها بصفة الرحمة والرأفة والتي هي مظهر من مظاهر لطف الله و عطفه على جميع الخلائق والكائنات ووفقا لهذا المفهوم يحاول المؤمنون ممارسة المحبة والمودة على أرض الواقع بترديد هذه الآية في كل صلواتهم. و قد ذكر الله عز وجل الصفتين جنبا إلى جنب دون إنقطاع في سورة الفاتحة والتي تعتبر أعظم سورة و مساوية للقرآن و لها مكانة رفيعة عند المسلمين بناءً على قوله تعالى: (و لقد آتیناک سبعا من المثانی و القرآن العظیم)، حيث يقول عزوجل: «الحمدلله رب العالمین، الرحمن الرحیم، مالک یوم الدین ...»، فالله الذي بيده زمام كل شيء و تخضع جميع الكائنات لإرادته و هو الرب والمسيطر والخالق، فهو في نفس الوقت رحمان و رحيم، و هو الذي يتولى أرزاق الخلائق وتعليمهم و يدير الكون بعطفه و لطفه. و هكذا يُعلم الإنسان و هو أجمل و أكمل مخلوقاته، درس المودة والمحبة والعطف والحنان. ثم يجعل الشريعة واتباع القوانين والنواميس الإلهية جزءا من ربوبيته و عطفه و حبه حيث يقول و هو أصدق القائلين: (ملك يوم الدين) فهو الشاهد والحاكم والقاضي الذي وضع القوانين و صيّر النواميس لينظر من سيتبع أوامره و من سیخالفه و یعصیه. و هكذا يتم في هذه السورة تقديم المحبة والقانون بإعتبارهما جناحَي صعود الإنسان إلى السعادة الأبدية. و واضح أن إتباع كل منهما دون الآخر يعتبر نقصا كبيرا و لن يوصل المرء إلى الوجهة المطلوبة. و لعل مثل هؤلاء من مصادیق الذين قال الله عنهم: (الذين جعلوا القرآن عضين) أي جزئوه و فرقوه. بمعنی أنهم لم ينظروا إلى القرآن على أنه حقيقة واحدة و مفهوم جامع، بل أخذوا منه الأجزاء التي توافق أهوائهم و تركوا الأجزاء الأخرى و بهذا ضلوا و أضلوا. و بهذا الإنحراف يذهبون إلى حد إعتبار القرآن كتابا يأمر بالعنف والحرب في حين أن الأخذ ببعض القرآن دون الإلتفات إلى البعض الآخر هو في الواقع تجاهل لجوانب الهداية في القرآن و تجاهل لتسلسل و ترابط آیاته. و هذا من مصاديق (إبتغاء تأويله) لأنه من مسببات الفتنة. لذلك، فلا مبدأ المحبة والعطف وحده يكفي، و لا مجرد إتباع القانون بل كلاهما مكملان لبعضهما البعض و يضمنان السلامة النفسية للإنسان والأمن المستقر للمجتمع الإنساني كما يوفران الحاجة الطبيعية للإنسان و هي العدالة الإجتماعية.
في هذا المقال و بإتباع المنهج الوصفي التحليلي و إستخدام المصادر القرآنية والمكتبية و تحليل جميع المصادر اللازمة تم دراسة مسألة الحب والقانون في القرآن بعناية و بیّنا تأكيد القرآن على كلتا المسألتين في الوصول إلى الحياة الطيبة.
Keywords [العربیة]